ممكن تلبونه؟؟
ابي ضروري
وجزاكم الله الخير
ممكن تلبونه؟؟
ابي ضروري
وجزاكم الله الخير
الحمده لله الهادي إلى الصواب و أشهد أن لا إله إلا الله الكريم الوهاب و أشهد أن سيدنا محمد رسول الله آتاه الله الحكمة و فضل الخطاب , اللهم صلى وسام وبارك عليه وعلى آله و أصحابه و من أحيا سنته إلى يوم الدين , و نتطرق في بحثنا عن حكم الإجارة الذي يتكرر في حياته الناس في مختلف مصالحهم و تعاطهم اليومي و الشهري و السنوي ،فهو جدير للتعرف على أحكامه إذ ما من تعامل يجري بين الناس في مختلف الأمكنة و الأزمان إلا و هو محكوم بشريعة الإسلام وفق ضوابط شرعية ترعى المصالح و ترفع الضارة , و نصل في بحثنا على تعرف الإجارة و شروطها و أحكامها و مشروعيتها , و البحث يصور الفقه في استدراج القلوب و اجتذابها و التلطف في نهل العلم الذي يفيد حياة الناس للابد لأن ثمرة العلم طب القلوب و الأرواح المتواصل به إلى حياة تدوم أبد الآباد , فاسأل الله سبحانه التوفيق للرشاد و السداد إنه كريم جواد .
# تعريف الإجارة :
لغة : مشتقة من الأجر و هو العوض . ( 1 )
شرعا ً : عقد على منفعة مباحة من عين معينة أو موصوفة في الذمة مدة معلومة أو معلوم بعوض معلوم و عقد على المنافع بعوض . ( 2 )
# مشروعيتها :
_1في القرآن الكريم : قال تعالى : (….فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن….) ( 3 (.
_2 و قولى تعالى: (…قالت إحداهما يا ابت استأجره من استاجرت القوي الأمين قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فأن أتممت عشراً فمن عندك) (4)
_3 من السنة : قوله عليه الصلاة والسلام : (من استأجر أجيراً فليعلمه اجره) ( 5 (.
_4 في الاجماع : فقد اجتمعت الامة في زمن الصحابة على جواز الإجار قبل و جود الاصم و ابن علية وغيرها , لحاجة الناس إلى المنافع كالجاجة إلى الاعيان المحسوسة , فلما جاز عقد البيع على الاعيان , وجب ان يجوز عقد الغجارة على المنافع . ( 6( .
(1) المعجم الوجيز – الدكتور إبراهيم مدكور – مكتبة دبي للتوزيع – الإمارات العربية المتحدة – الطبعة شرعية – ص 7 .
( 2 ) الموقع الالكتروني : www.islamifn.net .
( 3 ) سورة الطلاق – آية [ 6 ] .
( 4 ) سورة القصص – آية [ 26-27 ] .
( 5 ) رواه عبد الرزاق في مصنفه عن أبي هريرة .
حكمة مشورعيتها :
شرعت لحاجة الناس إليها .
# أركان عقد الإجارة :
عند الجهور أربعة : عاقدان , مؤجر و مستأجر , و صيغة ( ايجاب و قبول )و ذلك بلفظ الإجارة و الاستئجار و الاكتراء و الاكراء , و العين المؤجرة : أن يؤجر المالك مدة جديدة امستاجر عين مدة سابقة قبل انقضائها , لا تصال المدتين مع اتحاد المأجور . ( 1 (
( 1 ) مغني المحتاج : 2 – ص74
# شروط عقد الإجارة :
_1 منفعة : معرفة المنفعة المعقود عليها معرفة تامة تمنع من المنازعة كسكن الدار و خياطة الثوب .
2 _أن يكون كل من العاقدين عاقلا ً مميرا ًبالغا ً.
3) معرفة الإجرة .
_4 العاقدين : رضا العاقدين فلا إكراه لأحدهما على الإجارة .
_5 القدرة على تسليم العين المستأجرة مع اشتمالها على المنفعة.
_6 أن تكون الإجارة على منفعة مباحة لا محرمة ولا واجبة كتأجير محل للخمر و المسكرات او كان يستاجر رجلا ً ليقتل رجلا ً ظلما ً .
_7 لا يصح الإجارة على الصلاة و الصوم .
_8 و من شروط العين المؤجرة : فيحوز للمستأجر أن يؤجر العين المسأجرة فإذا كانت دابة و جب عليه أن يكون العمل مساويا ً , أو قريبا ً للعمل الذي استؤجرت من أجله , حتى لا تضار الدابة و له أن يأخذ ما يسمى بالخلو , و إذا أجرها يزيد أو يقل و العين المستأجرة أمانة في يد المستاجر , لأنه قبعنها ليستو في منها منفعة يستحقها و عليه أن يسلمها للمالك بعد انتهاء التأجير , فإن كان من المنقولات سلمها لصاحبها و إن كانت زراعية سلمها خالية من الزرع .
#أنواع الإجارة :
_1 استئجار المنفعة :
_ إجارة الأرض .
_ استئجار الدواب .
_ استئجار الدور للسكنى .
2_عمل الأجير :
للمستأجر حبس العين حتى يستوفي أجره إذا كان عمله ذا تأثير في العين كالخياط مثلا ً , و إن كان لا تأثير فيه كمن أجر على حمل بضاعة إلى مكان كذا فليس له حبسها بل يوصلها إلى محلها و يطالب بأجره .
# أنواع الأجير :
_1لأجير الخاص : هو الشخص الذي يستأجر مدة معلومة ليعمل فيها , فإن لم تكن المدة معلومة كانت الإجارة فاسدة و لكل واحد من الأجير و المستأجر فسخها متى أراد ,و الاجير الخاص لا يجوز له أثناء المدة المتعاقد عليها أن يعمل لغير مستأجره , فإن عمل لغيره في المدة نقص من اجره بقدر عمله .
_2 الاجير العام : هو الذي يعمل لاكثر من واحد فيشتركون جميعا ً في نفعه كالصباغ و الخياط و المهن الأخرى .
و يجب على الأجير اتقان العمل و إتمامه و يحرم عليه الغش في العمل و الخيانة فيه , و يتقي الله في عمله , وعلى المستأجر إعطاء أجرته كاملة عند انتهاء عمله , فعمل الأجير أمانة في ذمته يجب عليه مراعاتها بإتقان العمل و إتمامه و النصح فيه , و أجرة الأجير دين في ذمة المستأجر و حق واجب عليه و يجب عليه أداؤه من غير مماطلة و لا نقص .
# استحقاق الأجرة :
تستحق الأجرة بما يأتي :
_1 الفراغ من العمل .
_2 استيفاء المنفعة إذا كانت الإجارة على عين مستأجرة .
_3 التمكن من استيفاء المنفعة .
_4 تعجيلها بالفعل أو اتفاق المتعاقدين على اشتراط التعجيل .
# فسخ الإجارة :
_1 طروء عيب على المأجور .
_2 هلاك العين المأجرة .
_3 هلاك المؤجر عليه كالثوب المؤجر للخياطة .
_4 استيفاء المنفعتة المعقود عليها أو اتمام العمل أو انتهاء المدة .
5 _بزوال الغرض الذي عقدت من أجله كمن استأجر طبيبا ً ليداويه فبرئ .
# الخاتمة :
هذا و قد انتهينا بتوفيق الله مما أردنا جمعه في هذا البحث و الذي نرجو الله تعالى أن يكون قد جمع أهم النقاط التي تخص عقد الإجارة.
هذا و قد تضمن البحث كما في جميع العقود تعريف عقد الإجارة و حكمه و أركانه و شروطه و أنواعه و مستحقاته .
و أهم النتائج التي أتوصل إليها أن أرجو من الجميع الالتزام بالشروط و الأركان و كل ما جاء في هذا البحث حتى تكون المعاملة في هذا العقد صحيحة , و اتمنى أن يكون هذا البحث ممتعا ً يعجب القارئ حين يقرأه و مستوفيا ً جميع الضوابط و الشروط الشرعية .
و صلى الله وسلم على سيدنا محمد و على آله وأصحابه أجمعين .
و سبحانه اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك .
المصادر و المراجع :
الكاتب المؤلف
منهاج المسلم لأبي بكر جابر الجزائري
فقه السنة السيد سابق
الفقه الأسلام و أدلته الدكتور وهبه الزحيلي
الموقع الألكتروني www.islamifn.net
العنوان :
بديع الزمان الهمذاني
إعداد الطالب : راشــد عـلـي عـبـدالله الـمـــطروشـي .
الصف : الـحــادي عـشـر الأدبـي .
الشعبة : الــثـانـيـــة .
إشراف الأستاذ : حــكـــمـــت حــســن .
الفصل الدراسي : الــثــــانــــــي .
العام الدراسي : ( 2022 – 2022 م / 1443 – 1443 هــ ) .
لم يكن عصر بديع الزمان الهمذاني صاحب المقامة المعروفة ، والمجد الأدبي الكبير عصرا فقيرا من الناحية الأدبية والعلمية، بل كان كما سمي "زبده الحقب" إذ ظهر فيه فطاحلة الأدب والعلم والشعر، وكان الأدب في هذا العصر صورة صادقة لمجريات الأحداث آنذاك ، وما المقامات إلا وليدة مظاهر اجتماعية كانت سائدة ومعششة في ذاك العصر.
فمن هو بديع الزمان الهمذاني وماهي اثاره الأدبية؟
هو احمد بن الحسين. وكنيته أبو الفضل، ولقبه بديع الزمان.. وقد ولد في همذان، واستقر في خراسان.
أما لقب بديع الزمان فلا ندري إن كان من صنعه أم من صنع الثعالبي صاحب يتيمة الدهر الذي قال:
( هو بديع الزمان , ومعجزة همذانا )
معلمه الأول أبو الحسن احمد بن فارس وقد غادر " باده " في الثانية عشرة من عمره .
ولما بلغ الري اتصل بالصاحب ابن عباد ولزم دار كتبه فتأثر بتلك المدرسة وبأساليبها .. ولأنه صاحب ذاكرة قوية وحافظة نادرة فقد استفاد كثيرا مما قرأ.. وقد بالغ معاصروه في وصف مقدرته على الحفظ مبالغة كبيرة لا يمكن أن يقبلها العقل.
بعد ذلك غادر حضرة الصاحب، وقصد جرجان وهناك خالط علماءها من الإسماعيلية فعاش بينهم، واقتبس الكثير من علومهم، وفلسفتهم الباطنية ومن عندهم انصرف الى نيسابور فكانت له معركة أدبية فاصلة مع أبي بكر الخوارزمي.. وفي نيسابور أيضا كتب مقاماته المشهورة.
وبعد أن تغلب بديع الزمان على أبي بكر الخوارزمي طابت له الأسفار خصوصا بعد أن مات الأخير فراح ينتقل من مكان إلى آخر ، فجاب خراسان ، وباكستان وغزنة، وكرمان متكسبا بأدبه من شعر ونثر.
وقد فاز بهدايا وأعطيات الملوك والوزراء والأمراء .. وكانت " هراة " مركز سعده وغناه المادي فألقى فيها عصا ترحاله بعد أن صاهر أحد أشرافها، واقتنى الضياع ومن فيها حتى أنه كتب إلى والده كي يأتي إليه ويعيش معه في " هراة " إلا أن الأب رفض الفكرة .
وقد ذكر في أكثر من مرة أنه قضى في هراة أطيب ايام حياته ، وهراة كما يبدو من وصف ياقوت الحموي لها في معجم البلدان مدينة جميلة ورائعة.
أما خلقه وشكله فقد وصفهما أبو سعيد عبدالرحمن بن دوست جامع رسائل الهمذاني قائلا : كان أبو الفضل وضيّ الطلعة ، وضيّ العشرة، فنان المشاهدة ، سحار المفاتحة ، غاية في الظرف ، آية في اللطف معشوق الشيمة مرزوقا فضل القيمة، أما صاحب اليتيمة فقد قال:
كان مع هذا كله مقبول الصورة ، خفيف الروح حسن العشرة ، ناصع الظرف عظيم الخلق ، شريف النفس ، كريم العهد ، خالص الود ، حلو الصداقة، مر العداوة .
أما بديع الزمان فقد أعطى صورة عن شكله وطباعه في إحدى رسائله التي اعتذر فيها الى رئيس استقدمه إليه قائلا : همذاني المولد ، جبلي المنبت ، ناري المزاج ، ضعيف البنية ، يابس العظام ، حاد الطبع ، حديث السن.
يبدو أن وصفه لنفسه كان دقيقا ؛ لأن هذا مالمسناه من خلال قراءتنا للقصص التي حصلت معه والتي تعطي صورة واضحة عن مزاجه الناري، وعن طبعه الحاد، وسلاطة لسانه، وبذيء كلامه، واعتداده بنفسه الذي وصل إلى حد الغرور، وأوصله في أحيان كثيرة إلى حد الشراسة.
أما أنانيته المفرطة فقد كانت واضحة في جميع تصرفاته ، وهي القطب الذي دارت عليه رحى حياته.. فلا يكاد يسمع بأن أحدا قدم عليه كاتبا حتى ينبري لمقاضاته، وكأن له عنده دينا ، بل كثيرا ما كان يستخدم السخرية ،والهزأ ،والسيرة ، وكشف العورات ليظهر للجميع انه قادر على القول في كل غرض .
كما عرف بديع الزمان الهمذاني بالبخل وهي صفة مكروهة بالإنسان ، إذ لم يجُد على أبيه رغم غناه وثرائه إلا بمائة دينار ، واشترط عليه أن يدفعها له حينما ينتقل للعيش في هراة ، إلا أن الأب كما ذكرنا سابقا رفض الفكرة من أساسها ؛ لأنه لايمكن أن يعيش بعيدا عن وطنه ، وهذه الطريقة التي استخدمها الإبن لاستقدام أبيه إلى هراة ، ما هي إلا طريقة تعجيزية كي لا يعطيه شيئا من ثروته.
وعندما يئس الأب من ان ينال شيئا من إبنه إستكتب أمه رسالة في هذا الموضع إلا أن قلب بديع الزمان من صخر لا يلين فما رد عليها بل قال فيها هذه الأبيات:
" عجوز كأنها قوس لام فلقوها من نبعة شرفلق
كاتبتني شوقا إليَّ وقالت : أخذ الله يا بني ، بحقي
قلت لا أستطيع ترك بلاد قد وفى الله في ثراها برزقي "
أما آثاره فهي محصورة في رسائله، ومقاماته وديوانه، وكلها لو جمعت في كتاب لما بلغ حجم ديوان البحتري.
وبديع الزمان في رسائله هائج، وثائر، ويكسر الجرة خلف المولى، ويسب أباه وأمه إذا اقتضى الأمر، ويسجد لمن عنده المال ، وقد كثر في كلامه الزخرف، والتزويق، والتنميق، وقد أوصله اعتداده بهذا الزخرف أن يتطاول الى مقام الجاحظ ويقول عنه:
" هل للجاحظ غير عريان الكلام "
أما مقاماته فهي من صنع بديع الزمان نفسه، دون أن يتأثر بأحد , وهو الذي ألبسها ثوبها الموشى… أما موادها فهي مأخوذة ومستوحاة من المجتمع الذي عاشه وعايشه الهمذاني، أو من القصص التي وصلت الى مسامعه.
ولو عاينا شعره لوجدناه أقل شأنا بكثير من رسائله ، ومقاماته ، وقد غلب عليه السجع والزخرف.
وحكي أن بديع الزمان مات مسموما، وقيل أنه مات بداء السكتة ودفن حيا، وموته بالسم أقرب إلى الصحة لأن الكثير من جوانب شخصيته وأخلاقه قد تقوده إلى هذا المصير.
* و لقد مات في مدينة هراة سنة 398هـ .
بقي أن نقول رغم كل المآخذ التي أخذت على صاحب المقامات بديع الزمان الهمذاني ، والتي لها مساس مباشر بأخلاقه، وطباعه، والتي لا تليق بأديب كبير مثله ، استطاع أن يحقق المجد لنفسه وأن يعتلي مكانة أدبية كبيرة، وأن يكون مادة دسمة لجميع الدارسين ، وعشاق هذا النوع من النثر الفني .
اخواني واخواتي ارجوكم ابي بحث او تقرير عن حكم استغلال الوظيفه الحكوميه…
في موضوع عن حكم استغلال الوظيفه الحكوميه لاكن بور بوينت لاكن انا ابيه بحث او تقرير فارجو المساعه لانه مافي وقت على تسليم البحووث..
واسمحولي طولت عليكم..
اما بعد ..
الغالي انتا طارح عن الضرورات الخمس
ممكن اتحط الرابطة هني اذا ممكن والسموحه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اشحالكم ربكم الا بخير ..
الصرااحه حبيت ها المدونة والله يعني كثر المواضيع الي فيه
المهم ابا طلب صغيروون .. ابا تقرير عن زلزلة الساعه ..
ويشمل المقدمة والخاتمة والمصادر او المراجع > موقع واحد وكتابين ..
دخيلكم لا تردووني ..ضروري خلال ها اليومين
**حياة الإمام أحمد بن حنبل
هو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن اسد الشيبانى ولد ببغداد سنة 164 هـ و نشأ بها و مات والده و هو صغير فتعهدته أمه و وجهته إلى دراسة العلوم الدينية فحفظ القرآن و تعلم اللغة و فى الخامسة عشرة من عمرة بدأ دراسة الحديث و حفظه ، و فى العشرين من عمره بدأ فى رحلات طلب العلم فذهب إلى الكوفة و مكة و المدينة و الشام و اليمن ثم رجع إلى بغداد و كان من أكبر تلاميذ الإمام الشافعى ببغداد . كما تعلم أحمد على يد كثير من علماء العراق منهم (إبراهيم بن سعيد ) و ( سفيان بن عيينة) و (يحيى بن سعيد) و (أبو داود الطيالسى) و بعد ذلك أصبح مجتهدا صاحب مذهب مستقل و برز على أقرانه فى حفظ السنة و جمع شتاتها حتى أصبح إمام المحدثين فى عصره و يشهد له فى ذلك كتابه "المسند" الذى حوى أربعين ألف حديث ، و قد أعطى الله أحمد من قوة الحفظ ما يتعجب له ، يقول الشافعى : خرجت من بغداد و ما خلفت فيها أفقه و لا أورع و لا ازهد و لا أعلم و لا أحفظ من بن حنبل ، كان بن حنبل قوى العزيمة ، صبورا ، ثابت الرأى ، قوى الحجة ، جريئا فى التحدث عن الخلفاء مما كان سببا فى محنته المشهورة و هى أنه فى عهد خلافة المأمون العباسى أثيرت فى سنة 212 هـ مسألة القول بخلق القرآن و هى أن القرآن مخلوق و ليس كلام الله ، و كان الذى لا يعترف بهذه المسألة من العلماء و الفقهاء عقابه الحرمان من وظائف الدولة مع العقاب بالضرب و السجن و كان بن حنبل على خلاف ما يقولون و لم يعترف بقولهم و لم يركن إلى ما قاله المأمون فكان نتيجة ذلك أن طبق عليه العقاب و منع من التدريس و عذب و سجن فى سنة 218 هـ على يد (إسحاق بن إبراهيم الخزاعى) نائب المأمون ، ثم سيق مكبلا بالحديد حيث يقيم المأمون خارج بغداد غير أن الخليفة المأمون توفى قبل وصول أحمد بن حنبل و تولى الخلافة بعد المأمون اخوه المعتصم فسار على طريقة المأمون فى هذه المسألة فسجن أحمد و أمر بضربه بالسياط عدة مرات حتى كان يغمى عليه فى كل مرة من شدة الضرب ، و إستمر فى ضرب أحمد و تعذيبه نحو ثمانية و عشرين شهرا و لما لم يغير أحمد رأيه و لم يرجع عن عقيدته و مذهبه أطلق سراحه و عاد إلى التدريس ثم توفى المعتصم سنة 227 هـ و تولى بعده الواثق بالله فأعاد المحنة لأحمد و منعه من مخالطة الناس و منعه من التدريس أكثر من خمس سنوات حتى توفى الواثق سنة 232هـ و تولى الخلافة بعده المتوكل فأبطل بدعة خلق القرآن سنة 232 هـ و كرم أحمد و بسط له يد العون و ظل أحمد على منهاجه ثابتا على رأيه ، و قد جمع تلاميذ أحمد من بعده مسائل كثيرة فى الفقه و الفتوى و دونوها و نقلوها بعضهم عن بعض فى مجاميع كبيرة كما صنع بن القيم فى كتابيه المغنى و الشرح الكبير ولم يدون احمد مذهبه فى الفقه كما لم يمله على أحد من تلاميذه كراهة إشتغال الناس به عن الحديث ، و هو بهذا على غير منهج أبى حنيفة الذى كان يدون عنه تلاميذه فى حضوره و مالك الذى كان يدون بنفسه و كذا الشافعى ، فالجميع قد تركوا فقها مدونا بخلاف أحمد فلم يترك فقها مدونا إلا أن تلاميذه من بعده قاموا بتدوين ما سمعوه منه ، و من هؤلاء محمد بن إسماعيل البخارى صاحب الصحيح ، و مسلم بن الحجاج النيسابورى صاحب الصحيح ، و أبو بكر أحمد بن محمد بن هانىء البغدادى المعروف بالأثرم و هو من أشهر من دون الفقه لأحمد فى كتاب (السنن فى الفقه) على مذهب أحمد و شواهده من الحديث و من أشهرهم أيضا (أبو بكر أحمد بن الخلال) فى كتاب الجامع و ما دونه أبو بكر فى هذا الكتاب يعد نقلا عن تلاميذ أحمد أما فى الحديث فلأحمد مسنده المعروف و المشهور.
و قد بنى الإمام أحمد مذهبه على أصول هى كتاب الله أولا ثم سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ثانيا ثم فتوى الصحابة المختلف فيها ثم القياس و هو آخر المراتب عنده و كان أحمد يعترف بالإجماع إذا ما تحقق و لكنه كان يستبعد تحققه و وجوده ، بجانب هذا كان أحمد يعمل بالإستصحاب و المصالح المرسلة و سد الذرائع متبعا فى ذلك سلف الأمة
مسند الإمام أحمد
كان أحمد بن حنبل واحدًا من أئمة الهدى الذين ازدانت بهم القرون الهجرية الأولى، يلوذ بهم الناس حين تدلهمّ بهم الطرق، وتتشعب بهم السبل، فلا يجدون إلا يدًا حانية، ونورًا هاديًا يأخذهم إلى جادة الطريق، ويلقي بهم إلى بر النجاة.
ينظر الناس إليهم فيجدون دينهم فيهم، وخلقهم وآدابهم ماثلة بين أيديهم، وسنة نبيهم حية ناطقة، كأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال حيا بين ظهرانيهم، وأصحابه المهديين يعيشون بينهم، فيطمئنون إلى سلامة المنهج، وصدق التطبيق.
وكانت حلقاتهم في ساحات المسجد منازل للوحي ومجامع للأفئدة، وملجأ للعقول، يتحلق حولهم تلاميذهم ومن يرغب في سماع تفسير آية أو بيان حديث، أو طلب فتوى، ينزلهم الناس من أنفسهم المحل الأسمى، ويقتدون بهديهم كمن يطلب النجاة لنفسه من خطر داهم، ويستقبلونهم بالبشر والترحاب أينما حلوا كما يُستقبل القادة والفاتحون.
وشاء الله ألا يرى الوالد رضيعه؛ فقد توفي قبل مولده، فقامت أمّه برعايته وتنشئته، وحرصت على تربيته كأحسن ما تكون التربية، وعلى تعليمه فروع الثقافة التي كانت سائدة، فحفظ القرآن الكريم، وانكبّ على طلب الحديث في نهم وحب، يسرع الخطى إلى شيخه قبل أن يسفر الصباح؛ حتى يكون أول من يلقاه من تلاميذه، حتى إذا شبّ عن الطوق انتقل إلى حلقة "أبي يوسف" تلميذ أبي حنيفة، وأول من اعتلى منصب قاضي القضاة، وكانت حلقته آية في السمو والرقي، يؤمها طلاب العلم والعلماء والقضاة على اختلاف طبقاتهم ومنازلهم، وقد لزم أحمد بن حنبل حلقة أبي يوسف أربع سنوات، كتب ما سمعه فيها ما يملأ ثلاثة صناديق، كما لزم حلقة "هشيم بن بشير السلمي" شيخ المحدثين في بغداد، ولا يسمع بعالم ينزل بغداد إلا أقبل عليه وتتلمذ له، فسمع من "نعيم بن حماد"، و"عبد الرحمن بن مهدي"، و"عمير بن عبد الله بن خالد".
رحلاته في طلب العلم
كانت الرحلة في طلب العلم وسماع الحديث من سمات طالبي العلم في هذه الفترة، وكان كبار الفقهاء وشيوخ المحدثين موزعين في أنحاء العالم الإسلامي، لا يختص بهم قطر أو إقليم؛ ولذا كان الطلاب النابهون يقومون بالترحال إليهم، لا يعوقهم عن ذلك قلّة المال أو بُعد المكان.
بدأ أحمد بن حنبل رحلته الميمونة في طلب الحديث سنة (186هـ = 802م) وهو في الثانية والعشرين من عمره، واتجه إلى البصرة، والكوفة والرقّة، واليمن، والحجاز، والتقى بعدد من كبار علماء الأمة وفقهائها العظام، من أمثال: يحيى بن سعيد القطان، وأبي داود الطيالسي، ووكيع بن الجراح، وأبي معاوية الضرير، وسفيان بن عيينة، والشافعي الذي لازمه ابن حنبل وأخذ عنه الفقه والأصول، وكان يقول عنه الإمام الشافعي: "ما رأيت أحدًا أفقه في كتاب الله من هذا الفتى القرشي".
وكان شغف ابن حنبل بطلب الحديث يجعله يستطيب كل صعب، ويستهين بكل مشقة، لم تمنعه إمامته وعلوّ قدره من الاستمرار في طلبه العلم، ولا يجد حرجًا في أن يقعد مقعد التلميذ بعد أن شهد له شيوخه أو أقرانه بالحفظ والإتقان، يراه بعض معاصريه والمحبرة في يده يسمع ويكتب، فيقول له: "يا أبا عبد الله، أنت قد بلغت هذا المبلغ وأنت إمام المسلمين "، فيكون جواب الإمام: "مع المحبرة إلى المقبرة".
جلوسه للتدريس
كان من تصاريف القدر أن يجلس الإمام أحمد للفتيا والتدريس في بغداد سنة (204هـ – 819م) وهي السنة التي توفي فيها الشافعي فكان خلفًا عظيمًا لسلف عظيم، وكان له حلقتان: واحدة في بيته يقصدها تلاميذه النابهون، وأخرى عامة في المسجد، يؤمها المئات من عامة الناس وطلاب العلم، وتُعقد بعد صلاة العصر، وكان الإمام يهش للذين يكتبون الحديث في مجلسه، ويصف محابرهم بأنها سُرُج الإسلام، ولا يقول حديثًا إلا من كتاب بين يديه، مبالغة في الدقة، وحرصًا على أمانة النقل، وهو المشهود له بأن حافظته قوية واعية، حتى صار مضرب الأمثال.
ولزم الإمامَ عدد من تلاميذه النابهين، نشروا علمه، وحملوا فقهه إلى الآفاق، من أشهرهم: أبو بكر المروزي، وكان مقربًا إلى الإمام، أثيرًا عنده، لعلمه وفضله، وصدقه وأمانته، حتى قال عنه الإمام أحمد: "كل ما قاله على لساني فأنا قلته"، ومن تلاميذه: أبو بكر الأثرم، وإسحاق بن منصور التميمي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وبقي بن مخلد.
مذهب الإمام أحمد
لم يدون الإمام أحمد مذهبه الفقهي، ولم يصنف كتابًا في الفقه، أو أملاه على أحد من تلاميذه، بل كان يكره أن يُكتب شيء من آرائه وفتاواه، حتى جاء أبو بكر الخلال المتوفى سنة (311هـ = 923) فقام بمهمة جمع الفقه الحنبلي، وكان تلميذًا لأبي بكر المروزي، وجاب الآفاق يجمع مسائل الإمام أحمد الفقهية وما أفتى به، فتيسرت له منها مجموعة كبيرة لم تتهيأ لغيره، وقام بتصنيفها في كتابه: "الجامع الكبير" في نحو عشرين مجلدًا، وجلس في جامع المهدي، ببغداد يدرّسها تلاميذه، ومن هذه الحلقة المباركة انتشر المذهب الحنبلي، وتناقله الناس مدونًا بعد أن كان روايات مبعثرة.
ثم قام أبو القاسم الخرقي المتوفى سنة (334هـ = 946م) بتخليص ما جمعه أبو بكر الخلّال في كتاب اشتهر بـ"مختصر الخرقي"، تلقاه الناس بالقبول، وعكف عليه فقهاء الحنابلة شرحًا وتعليقًا، حتى كان له أكثر من ثلاثمائة شرح، كان أعظمها وأشهرها "كتاب المغني" لابن قدامة المقدسي المتوفى سنة (620هـ = 1233م)، ولم يكتف مؤلفه فيه بالشرح وإنما تعداه إلى بيان اختلاف الروايات وذكر الأدلة الفقهية، مرجحًا بينها، وصاغ ذلك في عبارة سلسلة دقيقة المعنى.
ثم جاء الإمام ابن تيمية الجد "عبد السلام بن عبد الله" المتوفى سنة (652هـ = 1254م)، فحرر مسائل المذهب، وألّف كتابه "المحرر" في الفقه، ثم تعددت بعد ذلك كتب المذهب وانتشرت بين الناس.
ويجدر بالذكر أن المذهب الحنبلي هو أوسع المذاهب الإسلامية في إطلاق حرية التعاقد، وفي الشروط التي يلتزم بها الطرفان؛ لأن الأصل عند الإمام أحمد هو جعل معاملات الناس على أصل الإباحة حتى يقوم دليل شرعي على التحريم؛ ومن ثمّ كان في الفقه الحنبلي متسع لنظام المعاملات، يمتاز بالسهولة واليسر وتحقيق المصلحة للناس.
محنة الإمام أحمد
كان الإمام أحمد على موعد مع المحنة التي تحملها في شجاعة، ورفض الخضوع والتنازل في القول بمسألة عمّ البلاء بها، وحمل الخليفة المأمون الناس على قبولها قسرًا وقهرًا دون دليل أو بيّنة.
وتفاصيل تلك المحنة أن المأمون أعلن في سنة (218هـ = 833م) دعوته إلى القول بأن القرآن مخلوق كغيره من المخلوقات، وحمل الفقهاء على قبولها، ولو اقتضى ذلك تعريضهم للتعذيب، فامتثلوا؛ خوفًا ورهبًا، وامتنع أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح عن القول بما يطلبه الخليفة، فكُبّلا بالحديد، وبُعث بهما إلى بغداد إلى المأمون الذي كان في طرسوس، لينظر في أمرهما، غير أنه توفي وهما في طريقهما إليه، فأعيدا مكبّلين إلى بغداد.
وفي طريق العودة قضى محمد بن نوح نحبه في مدينة الرقة، بعد أن أوصى رفيقه بقوله: "أنت رجل يُقتدى به، وقد مدّ الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك؛ فاتق الله واثبت لأمر الله".
وكان الإمام أحمد عند حسن الظن، فلم تلن عزيمته، أو يضعف إيمانه أو تهتز ثقته، فمكث في المسجد عامين وثلث عام، وهو صامد كالرواسي، وحُمل إلى الخليفة المعتصم الذي واصل سيرة أخيه على حمل الناس على القول بخلق القرآن، واتُّخذت معه في حضرة الخليفة وسائل الترغيب والترهيب، ليظفر المجتمعون منه بكلمة واحدة، تؤيدهم فيما يزعمون، يقولون له: ما تقول في القرآن؟ فيجيب: هو كلام الله، فيقولون له: أمخلوق هو؟ فيجيب: هو كلام الله، ولا يزيد على ذلك.
ويبالغ الخليفة في استمالته وترغيبه ليجيبهم إلى مقالتهم، لكنه كان يزداد إصرارًا، فلما أيسوا منه علّقوه من عقبيه، وراحوا يضربونه بالسياط دون أن يستشعر واحد منهم بالخجل وهو يضرب إنسانًا لم يقترف جرمًا أو ينتهك عرضًا أو أصاب ذنبًا، فما بالك وهم يضربون إمامًا فقيهًا ومحدثًا ورعًا، يأتمّ به الناس ويقتدون به، ولم تأخذهم شفقة وهم يتعاقبون على جلد جسد الإمام الواهن بسياطهم الغليطة، حتى أغمي عليه، ثم أُطلق سراحه، وعاد إلى بيته، ثم مُنع من الاجتماع بالناس في عهد الخليفة الواثق (227-232هـ = 841-846م)، لا يخرج من بيته إلا للصلاة، حتى إذا ولي المتوكل الخلافة سنة (232هـ = 846م)، فمنع القول بخلق القرآن، ورد للإمام أحمد اعتباره، فعاد إلى الدرس والتحديث في المسجد.
مؤلفات الإمام أحمد
ترك الإمام أحمد عددًا من المؤلفات يأتي في مقدمتها "المسند"، وهو أكبر دواوين السُّنّة؛ إذ يحوي أربعين ألف حديث، استخلصها من 750 ألف حديث، وشرع في تأليفه بعدما جاوز السادسة والثلاثين.
أما كتبه الأخرى فهي كتاب "الزهد"، وكتاب "السُّنّة"، وكتاب "الصلاة وما يلزم فيها"، وكتاب "الورع والإيمان"، وكتاب "الأشربة"، وكتاب "المسائل"، وكتاب "فضائل الصحابة" وكلها مطبوعة ومتداولة.
كانت وقفة الإمام احمد بن حنبل في وجه الظلم وفي وجه حملة تحريف الدين الإسلامي وفي وجه هرطقة المعتزلة وتخبّطهم في علوم وخفايا الدين وقفة عظيمة. وقد صمد الإمام بالرغم من التعذيب والضرب بالسياط والحبس والملاحقة والإغراء.
من أشعاره وهو في السجن :
لعمرك ما يهوى لأحمد نكبـة
من الناس إلاّ ناقص العقل مُغْـوِرُ
هو المحنة اليوم الذي يُبتلى بـه
فيعتبـر السنِّـي فينـا ويسبُـرُ
شجىً في حلوق الملحدين وقرَّةٌ
لأعين أهل النسك عفٌّ مشـمِّـرُ
لريحانة القرَّاء تبغون عـثـرة
وكلِّكُمُ من جيفـة الكلب أقـذرُ
فيا أيها الساعي ليدرك شأوه
رويدك عـن إدراكـه ستقصِّـرُ
وقال عنه الأمام الشافعي:
أضحى ابن حنبل حجَّةً مبرورةً
وبِحُبِّ أحمدَ يُعـرَفُ المـتنسِّكُ
وإذا رأيت لأحمـد متنقِّصـاً
فاعلم بـأنَّ سُتـورَهُ ستُهَتَّـكُ
مؤلفاته :
– المسند. ويحوي أكثر من أربعين ألف حديث.
– الناسخ والمنسوخ.
– العلل.
– السنن في الفقه.
وفاتـــــه
توفي الإمام يوم الجمعة سنة إحدى وأربعين ومائتين للهجرة ، وله من العمر سبع وسبعون سنة. وقد اجتمع الناس يوم جنازته حتى ملأوا الشوارع. وحضر جنازته من الرجال مائة ألف ومن النساء ستين ألفاً، غير من كان في الطرق وعلى السطوح. وقيل أكثر من ذلك.
وقد دفن الإمام أحمد بن حنبل في بغداد. وقيل انه أسلم يوم مماته عشرون ألفاً من اليهود والنصارى والمجوس ، وأنّ جميع الطوائف حزنت عليه، وأنه كانت له كرامات كثيرة وواضحة.
فعن ابنه عبد الله، قال: رأيت أبي حرّج على النمل أن تخرج من داره، ثم رأيت النمل قد خرجت نملاً أسود، فلم أرها بعد ذلك.
وعن الإمام أبي الفرج الجوزي ، قال: لما وقع الغريق ببغداد سنة أربع وخمسين وخمسمائة وغرقت كتبي ، سلم لي مجلد فيه ورقات من خط الإمام أحمد بن حنبل. **
و هذي المراجع :
http://www.egypty.com/top4/emam_ibn7anbal.asp
معهد الامارات التعليمي
www.uae.ii5ii.com