السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في المرفقات
م/ن
بالتوفيق
ماذا تعمل إذا تعرضت للتطنيش , التجاهل؟
والسبب ان التجاهل مؤلم الى حد كبير لأن له تاثير على الثقه بالنفس واللتي تحدد الطريقه اللتي نرى بها انفسنا ومن نكون او كيف نظهر للأخرين – والثقه في النفس مقياس لمكانتنا بين الأخرين
تخيل ان تكون في احدى الحفلات او الجلسات وتتم دعوتك الى الجلوس مع مجموعة يتمنى الجميع الأنظمام اليها او تم اختيارك لتكون الممثل لفريقك او شركتك في مناسبه مهمة
هذا القبول يرفع ويزيد من الثقه بالنفس ويشعر الأنسان بالرضى عن نفسه ويزيد الشعور بلأنتماء – وعكس ذلك الرفض واللذي يدمر الشعور بالثقه في النفس وبالذات اذا حصل لشخص سبق له التعرض لهجران او لديه شكوك في ثقته بنفسه !
والسؤال : هل نستطيع ايقاف الناس اللذي نقابلهم من رفضنا في كل العلاقات بأنواعها سواء كان حبيب او زميل في العمل او احد افراد العائله او احد الجيران او احد الأشخاص العابرين اللذين نقابلهم في حياتنا اليوميه !
الجواب طبعا لا – لا نستطيع اجبار الجميع على قبولنا واستظرافنا وبالتالي شعورنا بالرضى ناحية انفسنا وشعورنا بالثقه والسعادة بسبب ذلك
تماما كما اننا لا نستطيع تقبل كل شخص يمر بحياتنا
اذا ما هو الحل لحماية شعورنا المرهف من الأذى اللذي قد يلحق به عند شعورنا بتطنيش الطرف الآخر لنا !!
الحل هو تغيير الطريقه اللتي نتعامل بها تجاه الرفض – حيث توجد عدة طرق للتعامل مع الرفض تعتمد على الشخص اللذي يأتي منه
وكبدايه
يجب علينا تغيير بعض المفاهيم الأساسيه الخاطئه مثل – كل الناس يجب انهم يحبوني – واذا لم يحبني شخص فهذه مصيبه !
يجب ان لا يكون الأمر كذلك لأنه من المستحيل ان يحبك كل الناس ! بالطبع مثل انك لا تحب كل انسان يقابلك –
اعتقاد خاطىء آخر هو ان الناس المحبوبين لا يتم رفضهم ابدا !
وهذا غير صحيح الناس المحبوبين ايضا يعانون الرفض احيانا ولكن اللذي يختلف هو طريقة تعاملهم مع هذا الرفض – حيث انهم لديهم ثقه بالنفس عاليه وايجابيين ناحية الرفض
ولا يسمحون بالرفض ان يؤثر عليهم – او يؤثر على ثقتهم بأنفسهم بل على العكس فهم يواجهون السخريه او النكته او الأستهزاء بأعتدال واحيانا يطلبون ابداْ ألرأي من حصول ذلك لكي يستفيدو دون الشعور بأهانه او نقص من الموقف.
نفرض انك سلمت على احد الزملاء او ابتسمت لأحد الحراس ولكن لم يرد عليك السلام ولم يبتسم هذا قد يكون بسبب ان لديهم مشكله في البيت او انهم مرضى او يمرون بضروف صعبه ولا يريدون مشاركتك في شعورهم بالضيق ولهذا كن رحيما لأن الكل لديه مشاكله ومخاوفه –
فكره خاطئه اخرى ان الناس يجب ان يكون لديهم شعور واحد وواضح ناحيتك اما ان يحبوك او لا – ولكن الحقيقه ان الناس يشعرون بمشاعر متناقضه ناحية من لا يعرفونه معرفه جيده , الناس قد يشعرون بالحياد ناحيتك او القبول او الرفض او النفور!
– ولهذا يجب عليك ان تتقبل المشاعر – بدراجاتها المتباينه – وليس دائما ان تكون اما ابيض او اسود
يجب عليك عدم التحليل او التفكير المبالغ فيه ناحية كل من تقابلهم بحياتك او كل موقف يحصل لك
بمعنى انك لو وجدت نفسك تتعمق في التحليل لموقف ما بطريقه سلبيه ,ووجدت نفسك تشعر بغضب وضيق متواصل يجب عليك التوقف وتشتيت انتباهك عن هذا الموضوع واشغال نفسك بشيء تحبه وترتاح له ويسبب لك التركيز بعيدا عن المشكله حتى تصل الى مرحلة الأسترخاء ثم العوده للموضوع لطلب ايضاح او استفسار لفهم واستيعاب المشكله بطريقه افضل او حتى التصرف ناحية المشكله ولكن لحظة اتخاذ القرار لا بد ان تكون في كامل هدوئك لأن الغضب يؤدي الى تصرفات وردات فعل خاطئه او حمقاء !!
واخيرا اذا وجدت نفسك مرفوض من شخص عزيز عليك وله قيمه خاصه في حياتك وجفائه لك يسبب لك الم ومعاناه فاعتبر ان هذه فرصه لك لأعادة تغيير نفسك بطريقه جوهريه اعد تقيم الوضع من جديد او اعد تقيم الشخص المحبوب من جديد واللذي انت على وشك الدخول معه في علاقه حميمه واسأل نفسك هل العلاقه اللتي تعيشها معه علاقه طيبه وسويه وتعود عليك بالخير ! وهل انت تحصل على الحب والأحترام المطلوب ! اذا لم يكن كذلك فمن الأفضل الأستغناء عن هذا الشخص (اللي ما شفت منه الآ وجع القلب ! ) (اذا المرء لا يرعاك الآ تكلفا * فدعه ولا تكثر عليه التأسفا) و عليك الثقه ان الله لم يختر لك سوى الأفضل وربما انه يوجد وجه آخر للشخص اللذي احببته لم تستطع معرفة ذلك في حينها ولكن الله يعرف – اذا عليك الثقه بالله وفي اختياره وعليك الرضى من قسمة الله لك –
ممآ راق لي
تجدونه فالمرفقات,,
صراحة ماعرفت في قسم انزله,,لاني ماعرف اي صف..
اللي يعرف ياريت يرسل تقرير,,عسب ينقلونه للقسم المناسب,,
بالتوفيق..~
الديدان الطبية الأكثر شيوعاً التي ذات ولع بالجلد، ويترافق مع مظاهر جلدية هي:
الديدان المدورة الخيطية (الحبلياتNematode ):
الأكسيورة ( Oxyriusالحرقص) الفتاكة الأميركية ـ الملقوات العفجية "Strongyloides " واليرقة الهاجرة.
الديدان المدورة النسجية: النحيطيات ـ اللوالوا ودودة المدينة.
الشريطيات" Cestoda"
الشريطية الوحيدة والمشوكة الحبيبية.
المثقوبات "Trematoda "
المنشقات الحشوية والمنشقات الجلدية
المظاهر الجلدية للديدان الخيطية
الديدان المعوية
(Enterobiasis)
الديدان الخيطية ـ الديدان الدبوسية " Entrobius Vermicularis "
الديدان الدبوسية هي أشيع الديدان البشرية وتصيب عادة الأطفال. العدوى ينجم عن ابتلاع الطعام أو الشراب الملوث ببيوض الطفيليات أو عبر الأصابع الملوثة.
الشكل رقم 153: بيض الديدان المعوية
(Entrobius Vermicularis)
تنضج البيوض في المستقيم حيث بعد أسبوعين تفقس البيوض وتهاجر الأنثى خارج الشرج خاصة ليلاً لتضع بيوضاً أكثر فأكثر.
أثناء الهجرة تسبب حكة شديدة حيث تحمل البيوض تحت الأظافر أثناء الحك أو على الأصابع وتلك من الطرق الرئيسية لعودة العدوى.
طرق العدوى:
بيوض الديدان المحمولة على أظافر اليدين الملوثة أثناء حك الناحية الشرجية يشكل أهم وسيلة للعدوى.
الغبار الملوث حيث قد تعيش البيوض فيه حتى 13 يوم.
المظاهر السريرية:
المظاهر الجلدية:
تسحج الجلد والآفات الشروية.
الحكة الليلية، شرجية، مهبلية وعجانية ليلاً قد تكون شديدة تحدث نوماً مضطرباً وهياجاً.
الحمامي العجانية والانتان الثانوي والبوال الليلي.
حكة فرجية تخريشية وافرازات مخاطية.
المظاهر العامة :
التهاب البريتون والتهاب الملحقات هي اختلاطات نادرة.
الأعراض الأخرى كالهياج والقلق الليلي والسلس البولي.
التشخيص:
الحكة العجانية وإظهار الديدان في البراز.
وضع لاصق شفاف على الناحية العجانية أفضل صباحاً ثم تزال وتوضع على شريحة زجاجية وتفحص بالمجهر الضوئي بقوة صغيرة قد تبدي البيوض.
طرق المعالجة:
الطرق العامة:
النظافة العامة، يجب على الطفل أن يتعلم غسل يديه مباشرة بعد الخروج من المرحاض وقبل الطعام.
يجب المحافظة على الأظافر قصيرة.
النظافة العامة للأغطية السريرية والمراحيض والبيوت للقضاء على البيوض.
بديل الملابس الداخلية وأغطية الفراش.
غلي الثياب المتوقع إصابتها وكذلك الأغطية على الأقل أثناء المعالجة.
تهوية غرفة النوم وكنسها وتنظيفها باستمرار خاصة إذا كانت الأرض مغطاة بالسجاد.
المعالجة النوعية:
سترات الببرازين (Antepar) هو الدواء المختار.
يعطى جرعة يومية واحدة من 65 ملغ/كغ أو جرعة مفردة كبيرة (لا تتجاوز 2500 ملغ)، ويؤخذ قبل الفطور بساعة واحدة ممزوجاً مع ملين مثل (السنامكة) لمدة ثمانية أيام متتالية. الدواء آمن لكنه يجب عدم إعطاءه في حالات القصور الكلوي أو حالات الصرع غير المسيطر عليها.
ببيرازين 100 ملغ/كغ و(بيرانتال باموت Pyrental pamoate; 10) ملغ/كغ فعال أيضاً.
ميباندازول: (Mebendazole) دواء فعال يعطى بجرعة واحدة 100 ملغ. في حالة عودة الانتان يمكن تكراره بعد أسبوعين بإعطاء 100 ملغ ميبندازول مرتين يومياً لمدة 3 أيام متتالية.
بيريفيوم باموات:(Pyrivium pamoate) يعطى بجرعة وحيدة 5 ملغ / كغ . يمكن تكرارها بعد أسبوع ويجب الملاحظة أن البراز خلال المعالجة يصبح أحمر فاتح .
الثيابندازول: (Thiabendazole) الجرعة 25ملغ/ كغ بجرعتين متساويتين ليوم واحد يمكن تكرارها بعد أسبوع.
مضادات الهيستامين (شراب) يمكن استخدامه لمعالجة الهرش ويمكن زيادة الجرعة بالليل حتى تساعد المصاب على النوم.
الحكة المقلقة الشديدة قد تحتاج إلى الستيرويدات (كريم) موضعياً يمكن استخدامها إذا كانت الحكة شديدة ومستمرة
الديدان التنينية
ديدان المدينية
Dracunculosis
هي التهاب مزمن ينجم عن ديدان تسمى ديدان غينيا، أو دودة المدينة.
هي ديدان خيطية حيث الأنثى قد تصل إلى طول أكثر من متر واحد. يحدث المرض في الهند، غرب أفريقيا وشرق وسط أفريقيا، منطقة الخليج، اليمن، إيران وباكستان وغرب المحيط الهادي.
يحدث العدوى بشرب ماء ملوث بالقشرانيات الصغيرة التابعة لجنس الـ"Cyclops" براغيث الماء. الأنثى البالغة تنضج خلال فترة سنة في الإنسان وتفرز اليرقات عبر آفة جلدية متقرحة، آلاف اليرقات تنتج ـ خاصة عندما تصبح المنطقة المتقرحة على تماس مع الماء التي يمكن أن تبقى من 3 ـ 4 أيام وتتطور أكثر في براغيث الماء.
طرق العدوى:
إصابة الإنسان تتلو شرب ماء من البرك والآبار الملوثة والحاوية على أنواع براغيث الماء المصابة. تتحرر اليرقات وتثقب الأمعاء والنضج الإضافي يحدث في المسافة خلف البريتون أو أماكن أخرى حيث يحصل التزاوج( Mating ) بعد 3 أشهر والذكور تموت بعد ذلك. الإناث تنمو وتهاجر نحو الأسفل عادة إلى الأطراف السفلية وتثقب الجلد في الساق. عندما تغطس الساق في الماء، يظهر سائل حليبي مليء باليرقات، وبعد قذفها كلها فإن اليرقات تكمل دورة حياتها هناك.
المظاهر السريرية:
المظاهر البنوية:
هي خفيفة عادة وتبدأ عندما تبدأ اليرقات بالهجرة إلى الجلد.
المظاهر العامة:
هي حمى خفيفة ـ صداع ـ دعث واضطرابات معدية معوية.
المظاهر الجلدية:
آفات الجلد هي بشكل حطاطة أو تقرح في موقع الدودة تحت الجلد.
ثم تصبح حويصلة، وفقاعة كبيرة قد تتقرح، وقد يلاحظ رأس الدودة في القرحة بشكل خيط لولبي /حلزوني الشكل/.
الشري المعمم والحكة الخفيفة. كل المظاهر العامة قد تغيب بعد تقرح الجلد وبدء الدودة بطرح يرقاتها.
الانتان الجرثومي الثانوي للقرحة مخرب أكثر للنسج.
المعالجة:
تأمين الماء النظيف للشرب.
تنظيف وتعقيم الآبار من براغيث الماء"Cyclops" .
غلي المـاء في المناطـق الموبوءة قد يقتل براغيث الماء
المعالجة النوعية:
المعالجة المختارة هي حقن الفينوثيازين (Phenothiazine)في زيت الزيتون عادة تقتل الديدان.
يجب الحذر الشديد لكي لاتسحب الدودة بشكل قوي حتى لاتحدث انفصال غير مطلوب للدودة تاركاً جزءاً باقياً في النسيج تحت الجلد.
بنزيميدازول فموي مثل المترونيدازول (Benzomidazole, Metronidazole) يعطى يومياً لمدة أسبوع، يمكنه قتل الدودة التي يمكن استخراجها من الجلد بلطف.
الطرق التقليديه للعلاج:
"بعض المواطنين في المناطق الموبوءة لديهم طرقهـم الخاصة للتخلص من الدودة". حالما يصبح جزء من الدودة ظاهراً من خلال سطح الجلد فإن الساق المصاب يغطس في ماء لفترة معينة إذ تمد الدودة جسمها بعد ذلك أكثر في الماء الموجود.
المريض لديه خبرة لسحبها بلطف ولفها على عود، ويكرر هذه العملية يومياً بحذر وبانتباه شديد وصبر حتى يتم نزع الدودة كاملة.
الداء الأميبي
هو مرض شائع جداً يحدثه الأميبا الحالة للنسج. المرض مستوطن في كل الأجزاء الحارة والدافئة من العالم مع ذات المستوي المعيشي المنخفض والحالة الصحية المنخفضة.
الإنذار خطير في الحالات المهملة عند الرضع.
المظاهر السريرية:
الزحار الأميبي: يحدث بسبب غزو النواشط المخاطية الأمعاء الغليظة.
الآفات الإنتقالية: هي آفات نازفة بسبب عبور النواشط الزحارية من الأمعاء إلى المجري الدموي مسببة خراجات انتقالية خاصة في الكبد.
الأعراض الجلدية:
تبدأ معظم الآعراض بشكل خراجات عميقة، تتمزق وتشكل تقرحات مع حواف متمسكة حبلية الشكل مرتفعة متميزة محاطة بهالة حمامية وقاعدة القرحة مغطاة بنسيج نخزي وقيح مخاطي توجد فيه الأميبات.
الداء الأميبي الجلدي يحدث عندما تهرب الأميبات الغازية من الأمعاء إلى الجلد خاصة على الجلد والبطن والأعضاء التناسلية الظاهرة والأرداف. يمكن لداء الأميبا الجلدي أن ينتشر بسرعة شديدة وقد ينتهي بالموت. لذلك فإن التشخيص الباكر والمعالجة الباكر مهمة.
آفة مفردة قد تشخص خطأ على أنها ورم بشروي سليم أو تدرن أو التهاب الجلد الثؤلولي.
أعراض الأغشية المخاطية:
قد تصاب الأغشية المخاطية عندما تنغرس الأميبات في الأغشية المخاطية وأكثر الأماكن إصابة هي مخاطية المهبل، عنق الرحم، وحشفة القضيب ونادراً مايصاب الفم.
التشخيص:
1ـ فحص المادة الطازجة المأخوذة من الآفة الجلدية تظهر بانتظام الاميبيات. ويجب ملاحظة إن تؤخذ المسحات من حواف القرحة بعيداً عن النسيج النخزي.
وتفحص مباشرة تحت المجهر الضوئي.
إظهار النواسط المتحركة الحاوية على كريات دم حمراء هو تاكيد للتشخيص.
2 ـ الاختبارات المصلية: مفيدة في المسح خاصة أطفال المدارس. فحوصات براز متتالية يجب أن تجري.
المعالجة:
الميترونيدازول (Metronidazole) : جرعة البالغين المنصوص عليها هي 800 ملغ فموياً ثلاث مرات يومياً لمدة 10 أيام.
قد يشارك هذا الدواء مع الديلوكسانيد فيوريت (Diloxanide 500) ملغ 3 مرات يومياً أو يتبع بـ دي يودوهيدروكسي كينين: 650 ملغ ثلاث مرات يومياً لمدة 21 يوماً للقضاء على المتكيسات المعوية.
التنظيف الموضعي للقرحة الجلدية بالمطهرات قد تكون ضرورية.
الخراج الكبدي يحتاج لتفجير، ويجري بأمان أكثر بواسطة البزل بالإبرة.
المعالجة الفعالة تتبع عادة بالشفاء الكامل للآفة الجلدية بدون حاجة للمعالجة التجميلية.
يتبع …
مقدمه
يلعب الإعلام في عصرنا دوراً هاماً في صياغة الأفراد والمجتمعات، ذلك أنه أصبح أداة التوجيه الأولى التي تَرَاجَع أمامها دور الأسرة وتقلص دونها دور المدرسة، فأصبحت الأسرة والمدرسة في قبضة الإعلام، يتحكم فيها..توجيهاً للأدوار.. ورسماً للمسار… ولما كان التلفاز يقدم المادة المرئية والمسموعة والمقروءة معاً.. كان أكثر وسائل الإعلام نفيراً، و أعظمها تأثيراً، ولما كانت الطفولة ناشدة للهو والترفيه، قابلة للانقياد والتوجيه، وجدت في التلفاز بديلاً مؤنساً عن أُمٍّ تخلت أو أبٍ مشغول(1)، فأصبحت "مشاهدة التلفزيون ثاني أهم النشاطات في حياة الطفل بعد النوم"(2)، بل أثبتت إحدى الدراسات أن نسبة 30% من أطفال أحد أكبر المدن الإسلامية من حيث عدد السكان(3)يقضون أمام شاشات التلفزيون وقتاً أطول مما يقضونه في مدارسهم: "عندما يكمل الطفل دراسته الثانوية يكون قد قضى 22 ألف ساعة من وقته أمام شاشة التلفزيون و11 ألف ساعة فقط في غرف الدراسة"(4)، كما بينت الدراسة أن الرسوم المتحركة تمثل نسبة 88% مما يشاهده الأطفال(5).
إن أهمية دراسة أثر الرسوم المتحركة على الأطفال لا تأتي فقط من كونها تشكل النسبة الأعلى لما يشاهدونه، بل تأتي كذلك من أن قطاعاً كبيراً ـ من الآباء الملتزمين والأمهات الصالحات ـ لا ينتبه لخطورة أثرها على الأطفال، فيلجأ إلى شغل أوقات الصغار بها هرباً من عُري الفضائيات وتفسخها والتماساً لملاذ أمين و حصنٍ حصين.. يجد فيه الأمن على أبنائه، وتأتي كذلك من سرعة تفاعل الأطفال مع مادتها وشدة حرصهم على متابعتها.. وزيادة ولعهم بتقليد أبطالها، "إن أشرطة الأطفال وخاصة الرسوم المتحركة تعمل عملها في تلقين الطفل أكبر ما يمكن من معلومات، وأشرطة الفيديو والتسجيلات تنفذ محتوياتها إلى سمع الطفل وفؤاده وتنقش فيه نقشاً(6)، والطفل يأخذ ويتعلم ويتفاعل بسرعة مذهلة، "إن حصيلة ما يتلقفه الطفل من معلومات ما بين ازدياده ـ أي بعد الفطام ـ إلى سن البلوغ (الرابعة عشرة) تفوق كل ما يتلقاه بعد ذلك من علم ومعرفة بقية عمره مهما امتد عشرات السنين"(7)، إذا وضعنا هذا في الحسبان، فلا عجب أن يعتبر كثيرٌ من علماء الاجتماع تجارب الطفولة محدداً أساسياً من محددات السلوك البشري.
أولاً: إيجابيات مشاهدة الرسوم المتحركة:
إن مشاهدة الرسوم المتحركة تفيد الطفل في جوانب عديدة، أهمها أنها:
[1] تنمي خيال الطفل، وتغذي قدراته(8)، إذ تنتقل به إلى عوالم جديدةلم تكن لتخطر له ببال، وتجعله يتسلق الجبال ويصعد الفضاء ويقتحم الأحراش ويسامر الوحوش، كما تعرفه بأساليب مبتكرة متعددة في التفكير والسلوك.
[2] تزود الطفل بمعلومات ثقافية منتقاة وتسارع بالعملية التعليمية(9): فبعض أفلام الرسوم المتحركة تسلط الضوء على بيئات جغرافية معينة، الأمر الذي يعطي الطفل معرفة طيبة.. ومعلومات وافية، والبعض الآخر يسلط الضوء على قضايا علمية معقدة ـ كعمل أجهزة جسم الإنسان المختلفة ـ بأسلوب سهلٍ جذاب، الأمر الذي يكسب الطفل معارف متقدمة في مرحلة مبكرة.
[3] تقدم للطفل لغة عربية فصيحة ـ غالباً ـ، لا يجدها في محيطه الأسري، مما ييسر له تصحيح النطق وتقويم اللسان وتجويد اللغة، وبما أن اللغة هي الأداة الأولى للنمو المعرفي فيمكن القول بأن الرسوم المتحركة ـ من هذا الجانب ـ تسهم إسهاماً مقدراً غير مباشر في نمو الطفل المعرفي.
تلبي بعض احتياجات الطفل النفسية و تشبع ـ له ـ غرائز عديدة مثل غريزة حب الاستطلاع؛ فتجعله يستكشف في كل يوم جديداً، وغريزة المنافسة والمسابقة فتجعله يطمح للنجاح و يسعى للفوز.
ثانياً: سلبيات مشاهدة الرسوم المتحركة:
لمشاهدة الرسوم المتحركة سلبيات عديدة أهمها:
[1] سلبيات التلفاز: بما أن التلفاز هو وسيلة عرض الرسوم المتحركة؛ فمن الطبيعي أن تشارك الرسوم المتحركة التلفاز سلبياته والتي من أهمها:
(1) التلقي لا المشاركة: ذلك أن التلفاز يجعل الطفل "يفضل مشاهدة الأحداث والأعمال على المشاركة فيها"(10) ـ خلافاً للكمبيوتر الذي يجعل الطفل يفضل صناعة الأحداث لا المشاركة فيها فقط ـ ولعل هذا الأثر السالب لجهاز التلفاز هو الذي يفسر لنا لماذا قنع الكثيرون ـ في أمتنا الإسلامية ـ بالمشاهدة دون المشاركة.
(2) إعاقة النمو المعرفي الطبيعي(11): ذلك أن المعرفة الطبيعية هي أن يتحرك طالب المعرفة مستخدماً حواسه كلها أو جلها، ويختار ويبحث ويجرب ويتعلم (قل سيروا في الأرض فانظروا.. )، لكن التلفاز ـ في غالبه ـ يقدم المعرفة دون اختيار ولا حركة، كما أنه يكتفي من حواس الطفل بالسمع والرؤية، ولا يعمل على شحذ هذه الحواس وترقيتها عند الطفل، فلا يعلمه كيف ينتقل من السماع المباشر للسماع الفعّال، من الكلمات والعبارات إلى الإيماءات والحركات، ثم إلى الأحاسيس والخلجات.
(3) الإضرار بالصحة: فمن المعلوم أن الجلوس لفترات طويلة واستدامة النظر لشاشة التلفاز لها أضرارها على جهاز الدوران والعينين.
(4) تقليص درجة التفاعل بين أفراد الأسرة: "إن أفراد الأسرة كثيراً ما ينغمسون في برامج التلفزيون المخصصة للتسلية لدرجة أنهم يتوقفون حتى عن التخاطب معاً"(12).
[2] تقديم مفاهيم عقدية وفكرية مخالفة للإسلام: إن كون الرسوم المتحركة موجهة للأطفال لم يمنع دعاة الباطل أن يستخدموها في بث أفكارهم، وللتدليل على ذلك نذكر مثال الرسوم المتحركة الشهيرة التي تحمل اسم "آل سيمسونز The Simpsons لصاحبها مات قرونينق Matt Groening، الذي صرّح أنه يريد أن ينقل أفكاره عبر أعماله بطريقة تجعل الناس يتقبلونها، وشرع في بث مفاهيم خطيرة كثيرة في هذه الرسوم المتحركة منها: رفض الخضوع لسلطة (الوالدين أو الحكومة)، الأخلاق السيئة والعصيان هما الطريق للحصول على مركز مرموق، أما الجهل فجميل والمعرفة ليست كذلك، بيد أن أخطر ما قدمه هو تلك الحلقة التي ظهر فيها الأب في العائلة Homer Simpson وقد أخذته مجموعة تسمي نفسها (قاطعي الأحجار)!! عندما انضم لهم الأب، وجد أحد الأعضاء علامة في الأب رافقته منذ ميلاده، هذه العلامة جعلت المجموعة تقدسه و تعلن أنه الفرد المختار، ولأجل ما امتلكه من قوة ومجد، بدأ Homer Simpson يظن نفسه أنه الرب حتى قال: "من يتساءل أن هناك رباً، الآن أنا أدرك أن هناك رباً، وأنه أنا"، ربما يقول البعض أن هذه مجرد رسوم متحركة للأطفال.. تسلية غير مؤذية، لكن تأثيرها على المستمعين كبير مما يجعلها حملة إعلامية ناجحة..تلقن السامعين أموراً دون شعورهم..وهذا ما أقره صانع هذه الرسوم المتحركة"(13).
كذلك تعمد بعض الرسوم المتحركة إلى السخرية من العرب والمسلمين، ومثال ذلك بعض حلقات برنامج الرسوم المتحركة المعروف باسم سكوبي دو "Scobby Doo " والمملوك لـ William Hanna و Joseph Barbera الذَين طبّقت شهرتهما الآفاق بعد نجاح رسومهما المتحركة "توم أند جيري"، في إحدى الحلقات "يفاخر ساحر عربي مسلم عندما يرى اسكوبي بقوله : "هذا ما كنت أنتظره تماماً، شخصٌ أمارس سحري الأسود عليه"، ويبدي الساحر المسلم رغبته في تحويل سكوبي إلى قرد، لكن السحر ينقلب على الساحر ويتحول الساحر نفسه إلى قرد، ويضحك سكوبي وهو يتحدث مع نفسه قائلاً: "لا بد أن ذلك الساحر المشوش ندم على تصرفاته العابثة معنا"، ومرة أخرى في حلقة سكوبي دو تقوم مومياء مصرية بمطاردة سكوبي ورفاقه. ويرتابون في أن المومياء نفسها حولت صديقهم الدكتور نسيب ـ العربي المسلم ـ إلى حجر، وفي النهاية يستميل سكوبي المومياء ويلقي بها في إحدى شباك كرة السلة، ولكن عندما يكشف النقاب عن المومياء يجد أنها ـ لدهشة سكوبي ـ لم تكن مومياء بل الدكتور نسيب نفسه الذي أراد سرقة قطعة عملة ثمينة من سكوبي متنكراً في زي مومياء، أي أن سكوبي يريد إنقاذ مسلم يود سرقته، لقد بلغ المسلم هذا الحد من الرداءة "(14).
[3] العنف والجريمة: إن من أكثر الموضوعات تناولاً في الرسوم المتحركة الموضوعات المتعلقة بالعنف والجريمة، ذلك أنها توفر عنصرى الإثارة والتشويق الذَيْن يضمنا نجاح الرسوم المتحركة في سوق التوزيع، ومن ثم يرفع أرباح القائمين عليها، غير أن مشاهد العنف والجريمة لا تشد الأطفال فحسب، بل تروّعهم، "إلا أنهم يعتادون عليها تدريجياً، ومن ثم يأخذون في الاستمتاع بها و تقليدها، ويؤثر ذلك على نفسياتهم واتجاهاتهم التي تبدأ في الظهور بوضوح في سلوكهم حتى في سن الطفولة، الأمر الذي يزداد استحواذاً عليهم عندما يصبح لهم نفوذ في الأسرة والمجتمع"(15)، وقد أكدت دراسات عديدة أن هناك ارتباطاً "بين العنف التلفزيوني والسلوك العدواني، ومن اللافت للنظر اتفاق ثلاثة أساليب بحثية هي : الدراسة المختبرية، والتجارب الميدانية، والدراسة الطبيعية على ذات النتيجة العامة، وهي الربط بين العدوان ومشاهدة التلفزيون حيث يتأثر الجنسان بطرق متشابهة"(16)، وقد عانت المجتمعات الغربية من تفشي ظاهر العنف، ونقلت وسائل الاعلام ـ ولا تزال تنقل ـ أخبار حوادث إطلاق النار في المدارس، والسبب ـ كما أخبر مراهق روماني اختطف طفلا عمرة 11 عاماً وضربه حتى الموت ـ هو مشاهدة شيء مشابه على شاشة التلفزيون (17).
[4] إشباع الشعور الباطن للطفل بمفاهيم الثقافة الغربية: إن الطفل عندما يشاهد الرسوم المتحركة التي هي ـ في غالبها ـ من إنتاج الحضارة الغربية، لا يشاهد عرضاً مسلياً يضحكه ويفرحه فحسب، بل يشاهد عرضاً ينقل له نسقاً ثقافياً متكاملاً يشتمل على:
(1) أفكار الغرب: إن الرسوم المتحركة المنتجة في الغرب مهما بدت بريئة ولا تخالف الإسلام، إلا أنها لا تخلو من تحيز للثقافة الغربية، هذا التحيز يكون أحياناً خفياً لا ينتبه إليه إلا المتوسمون، يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري: "فقصص توم وجيري تبدو بريئة ولكنها تحوي دائماً صراعاً بين الذكاء والغباء، أما الخير والشر فلا مكان لهما وهذا انعكاس لمنظومة قيمية كامنة وراء المنتج، وكل المنتجات الحضارية تجسد التحيز"(18)، و الرسوم المتحركة في أكثر الأحيان تروج للعبثية وغياب الهدف من وراء الحركة و السلوك، والسعي للوصول للنصر والغلبة ـ في حمي السباق والمنافسة ـ بكل طريق، فـ(الغاية تبرر الوسيلة)، كما تعمل على تحريف القدوة وذلك بإحلال الأبطال الأسطوريين محل القدوة بدلاً من الأئمة المصلحين والقادة الفاتحين، فتجد الأطفال يقلدون الرجل الخارق Super man ، والرجل الوطواط Bat man ، والرجل العنكبوت Spider man ، ونحو ذلك من الشخصيات الوهمية التي لا وجود لها، فتضيع القدوة في خضم القوة الخيالية المجردة من بعدٍ إيماني.
(2) روح التربية الغربية: إننا إن تجاوزنا عن ترويج الرسوم المتحركة للأفكار الغربية، فلا مجال للتجاوز عن نقلها لروح التربية الغربية، يقول الدكتور وهبة الزحيلي: "أما برامج الصغار وبعض برامج الكبار فإنها تبث روح التربية الغربية، وتروج التقاليد الغربية، وترغب بالحفلات والأندية الغربية"(19)، ذلك أنها لا تكتفي بنقلها للمتعة والضحكة والإثارة بل تنقل عادات اللباس من ألوان وطريقة تفصيل وعري وتبرج، وعادات الزينة من قصة شعر وربطة عنق، ومساحيق تجميل، وعادات المعيشة من ديكور وزخرفة، وطريقة أكل وشرب، وثمل ونوم وحديث وتسوق ونزهة، وعادات التعامل من عبارات مجاملة واختلاط، وعناق وقبلات، ومخاصمة وسباب وشتائم، ونحو ذلك من بقية مفردات النسق الثقافي الغربي.
هذا النسق الثقافي المغاير يتكرر أمام الطفل كل يوم فيألفه و يتأثر به، ويطبقه في دائرته الخاصة، حتى إذا ما تكاملت شخصيته لم يجد منه فكاكاً فصار نهجاً معلناً ورأياً أصيلاً لا دخيلاً!! ـ كيف لا؟ وقد عرفه قبل أن يعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكنا ـ فلا يجد حرجاً في الدفاع عنه والدعوة إليه بل والتضحية من أجله.
ثالثاً: المخرج والعلاج:
لتلافي سلبيات مشاهدة الرسوم المتحركة يجب الاهتمام بالآتي:
[1] تعميق التربية الإسلامية في نفوس الأطفال: فالحق أبلج والباطل لجلج.. ومتى وجد الطفل الفكرة الصحيحة.. وقعت في نفسه موقعاً طيباً.. ذلك أنه وُلد على الفطرة، والإسلام هو دين الفطرة.. والأفكار المنحرفة لا تسود إلا في غياب الفكرة الصحيحة.. "فإذا جرى تقديم منظور إسلامي عن طريق تثقيف الأطفال وتعليمهم عن القيم الإسلامية ودستور الحياة الإسلامي، فإنهم سيكتسبون موقفاً مبنياً على تقييمٍ ناقد لوسائل الإعلام من وجهة نظر إسلامية، ويمكن تقديم هذا النوع من التربية ذات التوجه الإسلامي في الأسرة والمدرسة وكذلك في المرافق الموجودة في المجتمع"(20). "وإذا قدم الآباء للأطفال نموذج دور لسلوك إسلامي منضبط، وأوضحوا للأطفال أن الجرائم والعنف والحياة المنحلة أمور غير مرغوب فيها، فإن الأطفال يكبرون وهم يحملون مواقف إيجابية، ويتحلون بنفسية تحميهم من الآثار السالبة لوسائل الإعلام، إن أفضل السبل لإبطال تأثير التلفزيون هو قيام الآباء والمعلمين بتثقيف الأطفال وتهذيبهم"(21)، "إن الأسرة والمجتمع يمكن أن يسهما في صياغة قالب لموقف عقلي إيجابي وظاهرة نفسية بناءة في الأطفال، ولهذا الدور أبعاد متعددة هي:
أولاً: البعد الأسري: على الآباء وأفراد الأسرة إعلام الأطفال عن القيم الإسلامية بأسلوب يستطيع الأطفال إدراكه، كما يجب إبراز النماذج الاسلامية للأدوار في وقت مناسب بأسلوب لائق.
ثانياً: يجب أن تتخذ ترتيبات من كتب جرى تأليفها من منظور إسلامي، وإذا لم يتم ذلك في المدارس، كما هو الحال في المجتمعات غير الإسلامية، فبالإمكان تنظيم حصص لدروس إسلامية في عطلة نهاية الأسبوع، أو ربما يمكن تنظيم دروس خاصة في البيت بطريقة ناجعة، ويقتضي دعم التلقين الشفوي الذي يمارسه الآباء وأفراد الأسرة بمواد للمطالعة عندما يبلغ الأطفال هذا السن.
ثالثاً: إن ممارسة المعايير المزدوجة أمر بالغ الضرر ومن ثم يجب تفاديه إذ سيعمد الأطفال بطبيعة الحال إلى تقليد الآباء، ومن ثم فإن تعليم الأطفال الأمور التي لا يمارسها الآباء لن يعود بأية فائدة، وعلى الآباء أن يقدموا أنفسهم كنماذج أدوار قابلة للتكيّف"(22).
[2] تقليل مدة مشاهدة الأطفال للرسوم المتحركة: إن مشاهدة الأطفال للرسوم المتحركة ـ وللتلفاز عموماً ـ ينبغي أن لا يتجاوز متوسطها 3 ساعات أسبوعياً، هذه الفترة المتوسطة تعلم الطفل كيف يختار بين البدائل الموجودة، وتعلمه الاتزان والتخطيط وكيفية الاستفادة من الأوقات. كما أنها ـ إذا أُحسن الاختيار ـ تدفع عنه سلبيات التلفاز والرسوم المتحركة المذكورة آنفاً.
[3] إيجاد البدائل التي تعمق الثقافة الإسلامية: وذلك بدعم شركات إنتاج الرسوم المتحركة التي تخدم الثقافة الاسلامية وتراعي مقومات تربيتها، ولا تصادم غزائز الطفل بل توجهها وجهتها الصحيحة:
فغريزة الخوف يمكن أن توجه إلى خشية الله وتقواه ومراقبته، والحذر من ارتكاب الجريمة، والحياء من الإقدام على المنكرات، وغريزة حب الاستطلاع يمكن أن توجه إلى الوقوف على آثار قدرة الله في السموات والأرض والآفاق، وإلى حكمة الله وتقديره لأمر المخلوقات والكائنات، وغريزة المنافسة: يمكن أن توجه للمسارعة في الفضائل، والمسابقة في تحصيل العلم والمعارف، وشغل الفراغ بالنافع.
وعواطف الطفل يمكن أن توجه نحو حب الانتماء للحضارة الإسلامية بكل خصائصها الدينية وقيمها الأخلاقية ومكوناتها اللغوية والتاريخية. وبغض الكفر والإلحاد.
وغريزة التقليد والبحث عن القدوة يمكن أن توجّه للتأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، والأئمة المصلحين، والقادة الفاتحين على مر العصور… وهكذا كل الغرائز توجه إلى وجهتها الصحيحة.. تحقيقاً للإيمان.. واتساقاً مع الفطرة.
خاتمة:
إن تأثير الرسوم المتحركة على الأطفال كبير خطير، ذلك أن لها إيجابيات وسلبيات، تعمل كل واحدة منهن عملها في الطفل، غير أن المسجد والأسرة والمدرسة إن أُحسن استغلالهم.. و تكاملت أدوارهم.. يمكن أن يلعبوا دوراً رائداً في التقليل من خطرها.. والتبصير بأوجه ترشيد استخدامها.. لتكون عنصر نماء، و سلاح بناء.. وسلم ارتقاء إلى كل ما يحبه الله و يرضاه من سبق وريادة.. وإدارة وقيادة.. ومنعة وسيادة.
م/ن
ذكر أهل التربية والتجربة معالم عديدة للتفكير المنظم الذي يسلك مسلكاً منهجياً في خطوات ما قبل التفكير وأثنائه, مما يصل بصاحب الفكرة إلى نتيجة صحيحة إن شاء الله, وتتلخص معالم منهجية التفكير فيما يلي:
1ـ ينبغي أن يكون عقلك متسع الأفق, وله فقه الأمور, وإدراك للأشياء وإنما يتحصل ذلك بسؤال الثقات, وبالإطلاع على الكتب النافعة, وفي الوقت ذاته, تبتعد عن المقالات والكتب التي تشوش الذهن وتحطم الثوابت وتنقل قارئها إلى الشك في كل شيء, وإلى التردد في كل عمل.
2ـ ينبغي عليك أن لا تحقر عقلك, فكثير من الناس يصبح أحدهم كالميت بين يدي المغسل يبصر ببصر غيره, ويفكر بعقل غيره, لا يشغل عقله ولا يتفكر في ما هو مقدم عليه أو معرضٌ عنه.. وهذه الكلمات ليست دعوة للغرور, بل كن واقعياً في تقدير عقلك وطاقتك لتعرف ما تستطيعه مما لا تطيقه.
3ـ ينبغي أن يكون تفكيرك مبنياً على يقين صحيح بعيد عن الظن والتخمين ويتحصل هذا اليقين بأمور:
أ/ التثبت والتبين في تلقي المعلومات الواردة كما قال تعالى: "يأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبإٍ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
وعدم قبول أي دعوى بغير دليل مهما يكن قائلها, بل "قل هاتوا برهنكم إن كنتم صدقين"
ب/ تجنب الظن, فإن الظن لا يغني من الحق شيئاً, وقد حذر الله منه ونهى عنه فقال تعالى: "يأيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم".
ونعى الله الكافرين ظنهم, وذكر مقالتهم المرفوضة: "إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين". وعلى هذا الظن كفروا بالله وبدينه, والعياذ بالله, وذم الله الظن بقوله: "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون"
وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الظن فقال: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث".
4ـ اختر الوقت المناسب للتفكير بحيث يجتمع الإلهام ويصفى الذهن, وبهذا نعلم عدم مناسبة التفكير والمرء يشعر بالإرهاق أو المرض أو ذهنه منصرف إلى صارف من الصوارف. 5
ـ عليك بالموازنة بين الإيجابيات والسلبيات, وتقدير المصالح والمفاسد فإذا ترجحت المصالح أقدمت, وإلا أعرضت وهكذا.
6ـ حري بك أن تستفيد من تجربة الآخرين وأن تعتبر بأخطاء السابقين من المتقدمين. والمعاصرين, كما قال تعالى: " قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عقبة المكذبين * هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين"
7ـ عليك أن تميز بين الخير وما خالطه من شر, والشر وما خالطه من خير فإن الخير درجات والشر درجات, والعاقل من عرف خير الخيرين وشر الشرين كما قرر ذلك داهية العرب عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ فقال: "ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر, لكن العاقل من يعرف خير الخيرين وشر الشرين".
8ـ عليك أن تضبط عواطفك الجياشة وحماسك الملتهب, وإلا فإن التفكير سيصيبه الخلل وي*** بك ***اً عظيماً. ومن تقلبت عواطفه لم تثبت مواقفه.
9ـ اتبع الحق لا الهوى, فإنه من غلبته نفسه تجاهل الحق ولو كان واضحاً جلياً "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا". والتفكير الذي يتقلب في أوحال الأهواء, لن يكون منهجياً منظماً بحال.
10ـ إياك والتعصب لغير الحق, فإن هذا طريقك إلى الضلال, ولنا في أبي طالب عبرة, ألم تر كيف أورده تعصبه لملة عبد المطلب إلى الوفاة على الكفر والعياذ بالله.
م/ن